أجرى الدكتور بشارالجعفري نائب وزير الخارجية والمغتربين، لقاءً صحفياً مصوراً لصحيفة دي بريسه النمساوية والتلفزيون النمساوي ORF، حاوره فيه الصحفي النمساوي Georg Gassauer حول عدد من الملفات، من أبرزها التطورات التي تشهدها سورية والانتخابات الرئاسية، والعلاقات السورية – الأوروبية، وتعاون سورية مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وفي معرض إجابته على سؤال يتعلق بالانتخابات الرئاسية، أكد السيد نائب الوزير أن إجراء الاستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس للجمهورية العربية السورية وفق الموعد المحدد في الدستور يحمل دلالاته الهامة على الصعيدين الداخلي والخارجي، فداخلياً يؤكد التزام الحكومة السورية بتطبيق بنود الدستور الذي أجمع عليه السوريون واحترامها لبنوده بما يؤكد أنها دولة مؤسسات. أما خارجياً فهو رسالة قوية لكل من يتآمر على سورية منذ عشر سنوات مفادها أن سورية ما تزال دولة قوية بقيادتها ومؤسساتها وشعبها وأن الدولة السورية لا تسمح بحدوث أي فراغ دستوري، وبأن أعدائها لم ولن ينالوا من سيادة #سورية واستقلالية قرارها وحريتها في رسم سياساتها الداخلية والخارجية مهما تنوعت الضغوط وتعددت.
وفي رده على سؤال آخر، أشار الدكتور الجعفري إلى أن إدراك الاتحاد الأوروبي لقِدَمِ العلاقات السورية – الأوروبية بما لها وعليها إضافة إلى التجاور الجغرافي مع عدد من دول الاتحاد، يفرض على الاتحاد الأوروبي أن يكون السبَّاق لتأمين عوامل الاستقرار والأمان في المنطقة؛ نظراً لتأثره بشكل مباشر بما يجري في سورية بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، وهذا ما حذرنا منه في بداية الحرب الإرهابية على سورية وأثبتته الأحداث. ورغم اتخاذ بعض دول الاتحاد لمواقف موضوعيه نسبياً تجاه ما يجري في سورية، وتعاظم عدد الأصوات الحرة والنزيهة داخل بعض مؤسسات ومجتمعات الاتحاد الأوروبي، لا سيما البرلمانية، ما يزال موقف الاتحاد الأوروبي غير مستقل بل يعكس تبعية عمياء للموقف الأمريكي من خلال استمراره بفرض إجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب وعدم انتهاجه لمقاربة صحيحة تقوم على احترام مبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة واحترام حقوق الإنسان التي لطالما يتغنى بها الأوروبيون.
وفيما يتعلق بعودة اللاجئين، أكد نائب الوزير على حرص الحكومة السورية الدائم على مواطنيها واستمرارها في بذل كل الجهود لتوفير الظروف المناسبة لعودة اللاجئين والمهجرين قسراً الذين أرغمتهم ظروف الحرب الإرهابية على مغادرة وطنهم، مشيراً إلى عديد المراسيم والقرارات التي صدرت بغية تسهيل عودة اللاجئين السوريين، ومؤكداً على ضرورة توقف الاتحاد الأوروبي عن عرقلة عملية إعادة الإعمار، وذلك من خلال رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تؤثر على الشعب السوري كما تعيق عودة اللاجئين السوريين، وضرورة مساهمة الاتحاد الأوروبي في الانتقال بنشاطاته في سورية من المجال الإغاثي المشروط في معظمه إلى مجال المساعدة في الانتعاش والتعافي المبكر بما يمهد لإيجاد البيئة اللازمة لعودة اللاجئين.
وفي رده على سؤال حول آخر التطورات فيما يتعلق بالملف الكيماوي السوري في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، شدد الدكتور الجعفري على أن سورية قد أوفت بكافة التزاماتها وفق ما تنص عليه اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وأن ذلك موثق في تقارير المدير العام والأمانة الفنية للمنظمة، ومشدداً على استمرار سورية في تطبيق بنود المعاهدة رغم كل الادعاءات الغربية بخلاف ذلك، كما أنها ستستمر في تفنيد الاتهامات الباطلة وإفشال المؤامرات على سورية في هذا المجال.