تواردت أنباء أمس واليوم عن توجه جديد للإدارة الأمريكية لاستثناء المناطق التي تحتلها القوات الأمريكية في الجمهورية العربية السورية والتي تسيطر عليها المجموعات الانفصالية الموالية لواشنطن وميليشيات إرهابية عميلة للنظام التركي في الشمال الشرقي والشمال الغربي لسورية من الإجراءات القسرية أحادية الجانب غير القانونية التي فرضتها واشنطن على سورية منذ سنوات”.
إن هذا النفاق الذي تنتهجه هذه الإدارة الأمريكية الضالعة في العدوان على الجمهورية العربية السورية لتبرير سياساتها على أنها تهدف لتحسين آلية إيصال المساعدات الإنسانية وتقليل الخسائر الاقتصادية لتلك المناطق إنما هو مجرد خديعة أمريكية رخيصة للشرعية الدولية والقيم التي تنادي بها الأمم المتحدة في كل قراراتها ذات الصلة بسورية وفي مقدمتها احترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية”.
إن فرض وجود هذه المجموعات اللقيطة واعتبارها ذات سلطة في تلك المناطق وتشريع سرقة المحاصيل الزراعية والنفط والغاز وغيرها من الثروات السورية هو تكريس لسلوك كفيل بإفشال العملية السياسية لحل الأزمة في سورية ويخلق المزيد من الفوضى والعنف وإذكاء النزعات الانفصالية في أنحاء منطقتنا والعالم التي تشهد أزمات مماثلة”.
إن الإدارة الأمريكية وعملاءها وأدواتها يعلمون أن الطريق الأمثل لرفع المعاناة عن الشعب السوري وتخفيف تداعيات الأزمة التي امتدت على أكثر من عشر سنوات والتي كانت واشنطن أبرز من أضرم نارها يمر فقط عبر احترام الشرعية الدولية والقرارات الأممية الصادرة بهذا الخصوص وفي مقدمتها احترام سيادة سورية ورفع الإجراءات القسرية الجائرة بحق الشعب السوري التي فرضتها الدول الغربية بكل غطرسة وحماقة.
إن أكاذيب امبراطورية الكذب الأمريكية والغربية لم تعد تنطلي على أحد فمشاريعها الوهمية للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ثبت زيفها وبطلانها في أكثر من مكان وها هي أنشطتها الإجرامية في مخابرها للحرب البيولوجية لنقل الجراثيم عبر الحدود تشهد على أن إمبراطورية يجتمع فيها الكذب وازدواجية المعايير هي تهديد مباشر للأمن والسلم الدوليين.
إن حكومة الجمهورية العربية السورية تحتفظ لنفسها بحق مقاضاة الإدارة الأمريكية وأدواتها جراء جرائمها التي ارتكبتها بحق سورية وتحملها مسؤولية الأضرار الجسيمة الناجمة عن سياستها العدائية”.