بيان الجمهورية العربية السورية يلقيه الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين في اجتماع وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز الذي أنعقدت أعماله اليوم في العاصمة الأذربيجانية باكو تحت شعار (متحدون وصامدون) في مواجهة التحديات الناشئة:

بيان الجمهورية العربية السورية يلقيه الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين في اجتماع وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز الذي أنعقدت أعماله اليوم في العاصمة الأذربيجانية باكو تحت شعار (متحدون وصامدون) في مواجهة التحديات الناشئة:
أتوجه بداية بالتهنئة لجمهورية أذربيجان الصديقة على استضافتها الناجحة لأعمال هذا الاجتماع الهام لوزراء خارجية بلدان حركة عدم الانحياز، واختيارها الحكيم لشعاره “متحدون وصامدون في مواجهة التحديات الناشئة”، والذي يعبر عن إدراك رئاسة الحركة ودولها الأعضاء لجسامة التحديات المتعددة الأوجه التي يشهدها عالمنا اليوم، والتي تستدعي تطور عملنا وتعزيز تنسيقنا المشترك.
أود أيضاً أن اغتنم هذه الفرصة لأتوجه بالشكر للدول الأعضاء في الحركة التي وقفت الى جانب سورية ومدت يد العون والدعم للشعب السوري أثر كارثة الزلزال المدمر الذي وقع في السادس من شباط، وخلف آلاف الضحايا، ودمر الكثير من المنازل والبنى التحتية والمرافق الخدمية.
لقد التقت أرادات دولنا منذ مؤتمري باندونغ وبلغراد، على العمل من اجل عالم أكثر أمناً يسوده السلام، والعدالة، والتضامن، والتعاون: عالم قائم على احترام سيادة الدول واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، والمساواة فيما بينها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحل المنازعات بالطرق السلمية، ومنع أعمال العدوان واستخدام القوة أو التهديد باستخدامها.
وعلى مدى عقود، مكّن الإيمان والتمسك بهذه المبادئ حركتنا من تبوء مكانة هامة على الساحة الدولية، والعمل بشكل فاعل للدفاع عن قيمنا وتحقيق مصالحنا المشتركة. واليوم تزداد الحاجة للحفاظ على تلك المكانة والدور وتعزيزهما لإعلاء مبادئ باندونغ، فنحن بحاجة أكثر من اي وقت مضى لتأكيد تمسك جميع الدول الإعضاء بهذه المبادئ في مواجهة التحديات الناشئة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والامنية وغيرها جراء سياسات الهيمنة والاستقطاب والضغط التي تمارسها بعض الدول الغربية، والتعبير عن ذلك باتباع نهج توافقي داخل الحركة ازاءها، وأنماط تصويت منسجمة في المحافل الدولية.
في الوقت الذي تعمل فيه سورية على تجاوز الحرب الظالمة التي تعرضت لها على مدى السنوات الماضية، فإنها تتطلع لدعم دول حركة عدم الانحياز القوي للجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة السورية للارتقاء بالوضع الانساني، ودفع عجلة الاقتصاد، وتحقيق التعافي المبكر بما يسهم في توفير الخدمات الحيوية الضرورية لعودةٍ كريمةٍ للاجئين والمهجرين إلى مناطقهم الاصلية.
وتشدد سورية على تضافر جهودنا للتصدي لآفة الارهاب التي عانى منها السوريون على مدى السنوات الماضية ودفعوا ثمناً باهظاً من أرواحهم وممتلكاتهم في تصديهم لها ليس دفاعاً عن سورية فحسب، وإنما أيضاً دفاعاً عن السلم والامن الدوليين، وعن قيم الحضارة الانسانية، ومبادئ القانون الدولي التي تؤمن حركتنا بها.
تدين سورية سياسات الحصار والعقاب الجماعي للشعوب المتمثلة بالتدابير القسرية الانفرادية اللاشرعية، وتدعو الدول الاعضاء في الحركة إلى تعزيز وتكثيف جهودها من أجل الرفع الفوري والكامل وغير المشروط لتلك التدابير لإنهاء المعاناة الانسانية التي تطال العديد من دول حركتنا، وتضر بأمن ورفاه واستقرار شعوبها.
يتواصل الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية في سورية، وفلسطين، ولبنان، وتتواصل معه الاعتداءات الممنهجة والمتكررة لسلطات الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وأهلنا في الجولان السوري المحتل. وجرائم الحرب ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في مخيم جنين ضد أهلنا في الجولان ما هي إلا أمثلة على ممارسات إسرائيل الوحشية التي تستحق الإدانة والتحرك الجماعي ضدها.
تدين الجمهورية العربية السورية كل تلك الممارسات الإسرائيلية، وترفض أي إجراء يهدف إلى المساس بالوضع القانوني والجغرافي والديموغرافي للجولان العربي السوري المحتل، وتؤكد حقها في استعادته بشكل كامل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، لاسيما القرارات 242 و338 و497. وتؤكد بلادي عزمها على إنهاء أي وجود عسكري أجنبي غير شرعي على أراضي الجمهورية العربية السورية.
نهنئ اوغندا بتوليها الرئاسة القادمة للحركة وتتطلع بلادي للمشاركة في قمة كمبالا مطلع العام القادم.