أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين خلال افتتاح السفارة الليبية في دمشق اليوم أن سورية اتخذت قرارا حاسما بعودة العلاقات مع الأشقاء في ليبيا لأن المعركة في كلا البلدين واحدة لمواجهة الإرهاب ومن يدعمه لافتا إلى أن “سورية منفتحة على التعاون ولا عمل عربيا مشتركا دونها” معربا عن أمله أن يتم افتتاح السفارة السورية في طرابلس قريبا بعد تحريرها على يد الجيش الليبي.
ودعا المقداد الذين ما زالوا يستمعون لأصوات نشاز من قبل الإدارة الأمريكية والدول الغربية للعودة إلى إرادة الشعب العربي مؤكدا مواصلة النضال ضد الإرهاب رغم تصاعد هجمات النظام التركي وزعيمه الفاقد للصلة مع الواقع الذي يحاول ترسيخ نوع جديد من العلاقات الدولية يقوم على العدوان والكذب والتشهير وممارسة كافة أنواع الدجل.
وبيّن المقداد أن سيناريو الأحداث في سورية وليبيا منذ عام 2011 يثبت أن العملاء والأدوات تسقط مهما قدموا لها من دعم لا محدود.
وأشار المقداد إلى دعم سورية لنضال الشعب الليبي والدور الذي يقوم به الجيش الليبي والحكومة الشرعية في بنغازي معربا عن تفاؤله بتحرير الجزء المتبقي من ليبيا التي يجب أن تبقى واحدة.
بدوره بيّن وزير الخارجية الليبي عبد الهادي الحويج أن إعادة العلاقات الطبيعية والاستراتيجية والشراكة بين البلدين والشعبين وكافة المؤسسات والوزارات والجهات فيهما يصب في مصلحة البلدين مشيرا إلى أن هذا العمل ينبع من إيماننا بأن معركتنا وقضيتنا واحدة فمن الطبيعي أن تكون العلاقات في أقوى صورها لأن ما يربطنا هو مصير وأهداف ومصلحة مشتركة.
وأكد الحويج أن التمثيل الدبلوماسي الليبي في سورية سيكون على أعلى مستوى حيث سيتم تعيين سفير في القريب العاجل مبينا أن هذه الخطوة ستتبعها خطوات ضمن هذا التحالف الموجه ضد الإرهاب والعدوان وضد من يقف في وجه مصالح شعبينا متمنيا تحرير كامل الأراضي السورية وأن يعم الامن والاستقرار جميع أرجائها.
وأشار الحويج إلى لقاءات الوفد الرسمية في سورية وعلى رأسها لقاء السيد الرئيس بشار الأسد والبحث في التعاون بمختلف المجالات خاصة مكافحة الإرهاب وتفكيك الميليشيات المرتزقة الذين جاء بهم نظام أردوغان المجرم من إدلب إلى العاصمة الليبية مؤكدا مواصلة النضال حتى تحرير العاصمة طرابلس فهذه معركة واجبة من أجل السيادة والكرامة وتحرير الوطن.
في معرض رده على اسئلة الصحفيين عقب الافتتاح بيّن المقداد أن هناك جهودا عربية كبيرة تبذل لعودة سورية إلى الجامعة العربية لكن لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على بعض الدول العربية مضيفا.. “إننا منفتحون ونأمل بان يستعيد هؤلاء الذين جمدوا عضوية سورية عروبتهم لأنهم ليسوا أكثر عروبة من سورية قلب العروبة النابض”.
وعن التنسيق بين البلدين لمواجهة الإرهاب المشترك قال المقداد.. “نتطلع ليس إلى التنسيق فقط وإنما الاندماج الكامل في الموقف وسورية تضع كل مقدراتها تحت تصرف الأشقاء في ليبيا من أجل العمل المشترك ضد محاولات نظام أردوغان المجنونة للتغلغل في الجسد العربي المنهك والضعيف فالقرار والعمل ضد الإرهاب عمل واحد مشترك” معرباً عن أمله بأن ينضم الآخرون إلى هذا الجهد لأن الإرهاب سينتشر في حال كسب النظام التركي المجرم المعركة.
وأكد المقداد أن تحرير كل ذرة تراب سورية قرار سوري كذلك دعم الاشقاء الليبيين لتحرير كل ذرة تراب ليبية من مغتصبي أرضهم فاذا انهزم النظام التركي في طرابلس يعني هزيمته في سورية والعكس صحيح مشيرا إلى أن الثقة بالأصدقاء الروس غير قابلة للتشكيك حيث يعملون في إطار القانون الدولي وتنفيذ الشرعية الدولية والاتفاقات بين مجموعة أستانا.
ولفت المقداد إلى زيف ادعاءات قادة الاتحاد الأوروبي بإيمانهم بحقوق الإنسان وكذبهم في هذه القضايا فهم لا يخافون على المواطن السوري بل يخافون من ترحيله إلى بلدانهم وعندما فتحنا الممرات الآمنة لعودة السوريين إلى بلدهم قامت المجموعات الإرهابية بدعم من أردوغان بمحاربتهم وزرع الألغام في طريقهم حتى لا يبقوا على أرض الوطن داعيا الغرب لأن يكون صريحا مع ذاته ومتوافقا مع مبادئه بدلا من أن يكون أداة يبتزه أردوغان.
بدوره دعا وزير الخارجية الليبي إلى إحالة مجرم الحرب أردوغان إلى محكمة الجنايات الدولية فما يقوم به يهدد ليس فقط ليبيا وسورية بل أوروبا داعيا الأوروبيين لتوخي الحذر والتعاون لأن المعركة ضد الإرهاب معركة دولية وعالمية مشتركة.
وعن حجم الدور الذي ستلعبه ليبيا بعودة العلاقات العربية مع سورية أشار الحويج إلى أن بلاده لن تدخر جهدا أو وقتا لعودة العلاقات الطبيعية بين سورية وبقية الدول العربية.
وقال الحويج إن صوت سورية هو صوت ليبيا ولا سيما في الأمم المتحدة والمنابر الدولية وسيكون مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري هو مندوب ليبيا وسورية.
ولفت وزير الخارجية الليبي إلى أن جيش بلاده بات اليوم جيشا محترفا يضم 80 ألف جندي وهو قادر على ردع العدوان بالتنسيق مع الشقيقة سورية مبينا أن كل ما تريده ليبيا هو الدعم اللوجستي والسياسي لردع العدوان التركي الذي يطمح لجعل ليبيا “بيت المال لخلافته” باعتبارها دولة نفطية مصدرة لكنه واهم.
وأكد الحويج أن النظام التركي لن يحقق أطماعه في ليبيا لأن أبناءها سيحررونها بتضحياتهم ويعيدون الوحدة والأمان والاستقلال إلى أراضيها بعد ذلك سنذهب إلى حوار وطني شامل لنحتكم إلى صندوق الديمقراطية ونطوي صفحات الماضي بهدف الذهاب إلى المستقبل.