التقى وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد مع وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين في الخارج نبيل عمار بمقر الخارجية التونسية، وذلك خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها الوزير المقداد والوفد المرافق له إلى العاصمة تونس، أعقبه جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين صدر بعدها بيان مشترك.
وأكد البيان المشترك ضرورة المحافظة على سيادة سورية ووحدة أراضيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية، ودفع الجهود الإقليمية والدولية لتسريع مسار التوصل إلى حل سياسي للأزمة، واستعادة سيادة سورية الكاملة على كلّ أراضيها.
وجاء في البيان المشترك: ترسيخا لأواصر الأخوّة العريقة والروابط التاريخية القائمة بين الجمهورية التونسية والجمهورية العربية السورية، وما تقتضيه المصلحة المشتركة من تضامن وتكاتف في مواجهة التحدّيات الإقليمية والدولية المتنامية، وتلبية لدعوة نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، قام الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين بزيارة عمل إلى تونس خلال الفترة من الـ 17 إلى الـ 19 من الشهر الجاري.
وأضاف البيان: إن الدكتور المقداد التقى خلال الزيارة رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد، حيث تمّ خلال اللقاء التأكيد على حرص البلدين على مزيد من توثيق روابط الأخوّة وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين، وإعلاء قيّم التضامن والتآزر، خدمةً للمصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، حيث نوه المقداد بالمساعدات الإنسانية التي بادرت تونس بإرسالها إلى سورية لدعم جهود الإغاثة فيها على إثر الزلزال المدمّر الذي ضرب شمال البلاد.
وأشار البيان إلى أنه تمّ التأكيد خلال اللقاء على ضرورة المحافظة على سيادة سورية ووحدة أراضيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية، ودفع الجهود الإقليمية والدولية لتسريع مسار التوصل إلى حل سياسي للأزمة، واستعادة سيادة سورية الكاملة على كلّ أراضيها.
ولفت البيان إلى أن وزيري خارجية البلدين عقدا لقاءً ثنائيا في مقرّ وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، تلته جلسة مباحثات موسّعة بين وفديْ البلدين تمّ خلالها الترحيب بعودة العلاقات التونسية السورية إلى مسارها الطبيعي، وبتعيين سفير لتونس لدى سورية وبإعادة فتح السفارة السورية بتونس وتعيين سفير على رأسها، حيث مثّلت المباحثات مناسبة لتدارس واقع علاقات التعاون الثنائي وسبل الارتقاء بها إلى المستوى المنشود، وتمّ الاتفاق على الآتي:
– تكثيف التواصل بين البلدين في المرحلة المقبلة بهدف تعزيز التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والمسائل الثنائية وذات الاهتمام المشترك، والعمل على عقد اللّجنة المشتركة.
– العمل على استئناف التعاون الاقتصادي بين البلدين ولا سيّما في المجالات ذات الأولوية.
– تعزيز التعاون في المجال القنصلي والإنساني، والعمل على عقد اللجنة القنصلية المشتركة في أقرب الآجال الممكنة.
– تعزيز التعاون في المجال الأمني ولا سيّما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وشبكات الإتجار بالبشر.
– تأكيد الجانب التونسي موقفه الداعم لعودة سورية إلى محيطها العربي، واستعادة دورها في جامعة الدول العربية، مشدّدا على أنّ أمن واستقرار سورية هو دعامة لأمن واستقرار المنطقة بأكملها.
– الإعراب عن تضامن تونس الكامل مع سورية في وجه اعتداءات كيان الاحتلال الإسرائيلي المتكرّرة على أراضيها، ودعم حقّها المشروع في استعادة الجولان المحتل، وفرض سيادتها على كامل أراضيها المحتلّة.
وأشار البيان المشترك إلى أن الجانبين تبادلا وجهات النظر والرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث تمّ التأكيد على إدانة ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات إسرائيلية مُمنهجة واستباحة للمقدّسات ولا سيّما في القدس الشريف، مشددين على موقفهما الثابت في دعم نضال الشعب الفلسطيني الشقيق في استعادة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرّف، وإقامة دولته المستقلّة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد البيان ضرورة تضافر الجهود العربية من أجل مواجهة مقتدرة للتحدّيات المشتركة التي تواجهها المنطقة في ظلّ التحوّلات الإقليمية والدولية الرّاهنة.